رسالة اليها
تأليف د. صلاح البسيوني
الحبيبة الغالية ..
كلماتك بقدر ما تحمل من ألم دفين .. ومرارة عميقة .. وهجوم .. لكنها دليل قوى على أن ما بيننا من حب .. لم يمت كما توهمنا .. أو كما أوهمنا أنفسنا .. ربما غاصت الأحاسيس الجميلة وتراجعت تحت ضغوط الحياة اليومية .. المادية والنفسية بما تحمله معها من رياح محملة بالأتربة والرمال .. المختلطة بالعمل والعرق والجهد .. فتعطى إنطباعا بأن لا وقت للحب .. ولا وقت للمشاعر والأحاسيس .. فتتوارى وتتراجع .. وتتقدمها الأحتياجات والألتزامات والماديات الملموسة .. لتشدنى دوامة العمل لتلبية الأحتياجات .. وتشدك دوامة الأمكانات المحدودة والمتاحة .. والتطلعات والأعباء ومحاولة التوفيق بينها .
ويذهب الصباح .. ليأتى صباح يوم جديد بما يحمله من أعباء الأمس واليوم معا .. وتستمر العجلة فى الدوران .. وتدور معها رؤوسنا .. فننسى اننا بشر .. له مشاعره وأحاسيسه وأحتياجاته النفسية والمعنوية .
كلماتك برغم قسوتها فقد أضاءت نورا خلته فى لحظات طوال قد خبا وأنطفا .. نور الحب الذى جمعنا وربط بيننا منذ اعوام طوال .. كلماتك برغم ماتحمله من آلام .. كانت دليل أن قلبك مازال يحمل الكثير .. ولا يزال ينبض بالحب .. ولا زلتى زهرة يانعة مورقة تنشر عبيرها .. وتملأ بالعطر المكان .
إسمعى منى كلمة حب صادقة .. أقولها همسا فى أذنيك .. لم أقابل فى حياتى زهرة .. تحمل عبير سحرى مثلك .. يتجدد مع الأيام .. ربما تحيطه الأشواك .. ربما تدمى يدى أحيانا .. ولكن تلك ضريبة أدفعها عن طيب خاطر .. من أجلك !! .
إسمعى منى كلمة لا تحتمل النقاش .. أنت عندى كل نساء الأرض .. وكل زهور البساتين .. فكيف أترك الكل وامنع نفسى عن أستنشاق العبير .. كيف أترك البستان وأبحث عن وردة ذابلة فى دروب الجبل أو فى طرقات المدينة .
مهما كان بيننا من عتاب .. ومهما دار بيننا من جدال .. ومهما أدمى يدى الشوك .. شئتى أم أبيتى .. أنت حبيبتى .. معشوقتى .. أنت نفسى .. لك دائما حبى فى السر والعلانية .. فى الصباح والمساء .. فى الحياة والخلود .
وأخيرا أرجو أن أكون قد أظهرت مشاعرى وعلمت ما قد خفى عنك .. وإلا فعليكى قراءة الرسالة من البداية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق