حبيبتي .. شكرا"
تأليف د. صلاح البسيوني
طال إنتظاره .. توترت أعصابه فأصبحت حركته تحمل من القلق الكثير .. أخذ يتفحص وجوه المحيطين .. تنقل بين مدرجات القاعة متلفتا يمينا ويسارا يبحث عنها .. دون جدوى .
عاد الى خارج قاعة المحاضرات
.. تنقل فى هدوء مصطنع بين الحاضرين .. يبحث عن حبيبته .. دون جدوى .
أمسك بحاجز السلم وهبط فى تؤدة وهو يحتوى الصاعدين بعين فاحصة لعله يلقى محبوبته فى صعودها .. دون جدوى .
إنطلق خارج المبنى يجول ببصره متفحصا التجمعات والحلقات المفترشة الحديقة أو المرتكزين على السيارات .. القادمين والراحلين لعله يلقى حبيبته .. دون جدوى .
غادر مبنى الكلية عائدا الى مبنى كليته وهو فى حيرة من أمره .. هناك بالتأكيد خطأ وقع .. أو شىء ما حدث .. ترى ما هو .. فكر هل ما سمعه من قبل تحقق .. هل تمت خطبتها فجأة .. وأخذ يقلب الإحتمالات فى ذهنه لعله يصل الى نتيجة .. دون جدوى .
هى تعلم أنه لابد قادم للقاءها .. وهى على يقين أنه ما أخلف لها ميعاد .. تذكر لهفتهما على اللقاء .. كم هو يعشقها .. وكم هى تعشقه .
توقف أمام كشك السجائر وهو فى طريقه .. تناول سماعة التليفون .. أدار القرص برقمها .. إنقطع رنين الجرس على الطرف الآخر ليسمع صوتها .. هالوا !! وخرجت الكلمات من صدره بكل ما تحمله من لهفة وقلق .. إنتظرتك كثيرا !! لعلك بخير !! وصمت .
طال صمته لثوان وكأنها الدهر ليسمع على الطرف الآخر سماعة التليفون توضع فى مكانها .. تجمد فى وقفته .. تقلصت أصابعه على سماعة التليفون .. نظر حوله وكأنه يخشى أن يعلم المحيطين بما حدث .. تعجب لثوانى !! تألم .. من طعنة السكين الغادرة دون سبب .. ثم ثار لكرامته .. فأخرج من حافظة أوراقه مظروف فارغ كتب عليه عنوانها .. ثم ألصق عليه طابع بريد .. واقتطع ورقة صغيرة ليخط عليه كلمتين ( حبيبتي .. شكرا ) ووضعها داخل المظروف .. وألقاه فى صندوق البريد .. وإنطلق عبر الطريق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق