ظاهرة التنمر
كتب دكتور محمود بسيوني
أصبحت ظاهرة التنمر أحد أخطر الظواهر التي تنتشر في البلاد العربية، كونها تشيع أكثر بين فئة الأطفال، تكمن المشكلة في قدرة الأطفال على تعلم هذه السلوكيات السيئة بسرعة كبيرة فتنتقل من طفل إلى آخر حتى يصبح من الصعب السيطرة عليها بجهود فردية بل إنها تحتاج إلى جهود منظمة تقوم بتوعية ومراقبة ومحاسبة المتنمرين الذين يقومون بهذه السلوكيات، هذا ما يجعلنا أمام موقف حرج يتطلب منا العمل الجاد والسريع للبدء بالعمل على الحد من هذه الظاهرة وانتشارها خاصة وأن التعافي النفسي للأطفال الذين تعرضوا للتنمر له تكلفة أعلى وزمنية أطول تتطلب أيامًا وشهورًا وفي بعض الحالات أكثر من ذلك.
إن التنمر هو أحد الظواهر السلبية التي انتشرت مؤخرًا في الكثير من المجتمعات حتى أصبح من الصعب السيطرة عليها، خاصة وأنها لا تُلاحظ باعتبارها ظاهرة في البداية بل يظن المرء أنها انحرافات سلوكية فردية تصدر عن بعض الأفراد مما لا يسبب القلق حولها، غير أن الدراسات التي بدأت ترصد هذه الظاهرة دقت ناقوس الخطر معلنة أن هذه الظاهرة تمتد وعلى مستوى المجتمعات مما يجعل التغافل عنها سببًا في انتشارها بشكل أكبر، غير أن الآثار التي بدأت تُلاحظ على من تعرض للتنمر أصبحت كبيرة وتشكل خطر على مستقبل الفرد، خاصة إذا كان في مرحلة الطفولة وعلى مقاعد الدراسة، مما يجعل أثر هذا التنمر يمتد معه لسنوات طويلة إذا لم يتم اكتشافها مبكرًا تصعب معها علاجه نفسيًا أو جسديًا في بعض الحالات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق