أعلان الهيدر

السبت، 16 أغسطس 2025

الرئيسية الكاتب حمدي ربيع محمد يكتب الزمان في عمر الانسان و الكون / الاهرام نيوز براين

الكاتب حمدي ربيع محمد يكتب الزمان في عمر الانسان و الكون / الاهرام نيوز براين

 .....الزمان في عمر الانسان والكون......



الإنسان جاء اسمه من النسيان فهو دائم النسيان لا يتذكر إلا وقته الذي يعيشه يقضيه فيما يحلو له غير عابئ بما يحمله هذا الوقت من ذاكرة لا تُمحى  من سجلات الزمان وهي ذاكرة تظل تسجل عليه السكنة والحركة كما يقول المولى عز وجل في محكم التنزيل وقد كتب عليه الفتيل والقطمير  ولمن لا يعلم الفتيل  هو جزء مثل خيط أبيض في باطن نواة التمر والقطمير هو غشاء النواة الرقيق جدًا وما يقضيه الإنسان في حياته لا يساوي مثقال الذر في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون .

 ولنفكر مليًا في ما يقضيه المرء في حياته فإن للإنسان قيامتان الاولى عند خروج روحه التي هي سر من أسرار الخالق عز وجل أودع مكنونها في ملكوته سرًا من أسراره سبحانه فلا أحد يُقدر قدرها ولا يعلم كيفها ولا صُنعها فهي من صنع الذي أحسن كل شيئ صنعًا تبارك وتعالى ..

والقيامة الثانية هي يوم العرض الأكبر  ..

دعونا نتخيل عندما قتل قابيل هابيل في بداية النشأة الآدمية على الأرض وحتى قيام الساعة دعونا نفكر كم مكث قابيل في قبره وراح بذنب قتل أخيه الذي يعده المولى عز وجل من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله عز وجل ودعونا نتخيل أيضا قابيل من آلاف السنين وحتى يوم العرض على الملك يعذب في قبره الموحش المظلم .

مشوار طويل يقول الكافر فيه يا ليتني كنت ترابا أي مثل العجوامات لأنها بعد أن يقتص منها ربنا عز وجل يقول لها كوني ترابًا فهي لا تمكث في العذاب مثل الإنسان.

ويقول  يا ليتني ما ولدتني امي ولم أستقبل تلك الأيام القلائل في عمر الكون التي لا تمثل شبه نسبة أبدًا ولا وجه للقياس ...

وكلَّا منا له يوم ينتقل فيه إلى الرفيق الأعلى ورحلة البرزخ تمتد به إلى قيام الساعة ..

ومن اللطائف التي تذكر في هذا الصدد ليلة القدر التي هي خير من الف شهر والتي هي منحة الله للمؤمنين من عباده يعوضهم فيها من عنصر الزمن وقلة الحياة على الأرض وتلك الأيام المعدودة التي يعيش فيها الإنسان إن رزقه الله خيرها فيكون عوضه من الله مايزيد عن عبادة ثلاث وثمانون عام...

وهناك عند الحساب يتمنى الإنسان المُقصر أن لو قضى الحياة كلها تحت ظل شجرة يعبد الله لا يشرك به شيئًا ويعمل الصالحات ويبتعد تمامًا عن الموبقات .

ولنتذكر ما ثبت في كتاب الله عز وجل وسُنة  المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الدنيا كمعبرة ينتقل فيها الإنسان من مكان إلى مكان آخر ويزرع فيها من الأعمال ما سيجنيه في الأخرة. 

ولنتذكر دائما أن العمر قليل وإن القيامة الاولى آتية لا محالة ألا وهي إنقضاء حياة الإنسان وما أقصرها .

وليعمد كلًا منا  منا إلى العمل الصالح حتى يكفيه الله عز وجل هذا الهم الثقيل حتى يلاقي ربه سبحانه وهو راضٍ عنه ..

وليكن راسخًا في أفهامنا أن العمل الصالح والطالح يقاس عند الله عز وجل بالذرة  بمثقال الذر كما جاء في سورة الزلزلة ... "فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره"

ومن المفهوم أيضا من عنصر الزمن أنه أحد وسائل تعذيب الله عز وجل لعباده العصاة كما جاء في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم:

"إن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح فيقولون: اخرجي ساخطة مسخوطًا عليك إلى عذاب الله عز وجل فتخرج كأنتن ريح جيفة حتى يأتون به باب الأرض فيقولون: ما أنتن هذه الريح حتى يأتون به أرواح الكفار. 

رواه النسائي وصححه الألباني.

 وأما المؤمن يكون فيه مبشرًا بمنزلته يوم القيامة ويعرف أيضا مآله في آخرته بما قدم من خير.

فكروا كثيرًا أعزائي فلعل هذا التفكير يغير حياتنا  ويوجه البوصلة إلى العمل الصالح والى طريق النجاة

ولنتذكر أيضًا أن روح الإنسان تصعد عندما ينام ويقولون عن النوم أنه الموتة الصغرى . 

آن بنا أن نتذكر أن الحياة ضحكة صاخبة عابرة في فم الزمان فلتكن لنا  عبرة ومزرعة للخير نصل بها  بر الأمان بإذن ربنا المنان سبحانه.

.........

الكاتب الإعلامي حمدي ربيع محمد 

6/4/2025

هناك تعليق واحد:

  1. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    حرسكم الله الذي لا تراه العيون... ولا تخالطه الظنون... ولا يحيط بوصفه الواصفون... اللهــم بقدرتك زد لاحبتي مكانة حين يركعون وزدهم محـــــــبة حين يرفعون ... وزدهم إخلاصآ حـــــين يسجدون ... وزدهم توفيقآ في ما يصــــنعون...
    🌹 اللَّهُــمَّ أاامين ياآآآآآآآآآآآآآآآآرب. 🌹
    🌹.💦 أسعد الله أوقاتكم 🍃

    ردحذف

يتم التشغيل بواسطة Blogger.