أعلان الهيدر

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022

الرئيسية الكاتب و الاديب د . صلاح البسيوني يكتب أشواك زهرة / الاهرام نيوز براين

الكاتب و الاديب د . صلاح البسيوني يكتب أشواك زهرة / الاهرام نيوز براين

 أشواك زهرة

تأليف د. صلاح البسيوني





أثناء تصفحى اليومى لبريدى محاولا التواصل مع قرائى للتخفيف عنهم أو لإسدائهم النصح والمشورة أو لدعمهم فى مسيرتهم من خلال بابى الإسبوعى بجريدتى التى أعمل بها محررا لصفحة ( بريد القراء ) .. جذبتى سطور هذه الرسالة الى متابعة قراءتها حتى النهاية وبعناية ، قد يكون سببها أن إرتبط إسمى بأحداثها بطريقة ما .. أو لتوالى كلماتها بعفوية صادقة وآداب الخلاف التى إلتزم بها محررها فى نبل فرسان العصور الوسطى .. لأجد كلماتى تسيل عبر السطور موجهة الي كاتبها وإرسالها الى المطبعة.. ولا زالت الكلمات تدق أجراسها فى رأسي فى عنف كما دقت المعاول أركان البستان لتعصف به فى عنف أيضا .. وإليكم تلك الرسالة دون تدخل منى بتعديل أو حذف لأى كلمة فيها :



سيدى الكاتب الكبير :

دفعنى للكتابة إليك رسالة ( الثمن الغالى ) التى نشرتها الإسبوع الماضى فى بابك المحترم ، للسيده التى تزوج عليها زوجها من فتاة أخرى سرا  فرفضت قبول الأمر وأصرت على الحصول على الطلاق .. ثم تزوجت من رجل آخر عاشت معه كما تقول سعيده .. وأنذرت فى ختام رسالتها كل الرجال بأنهم سيدفعون الثمن غاليا لخيانتهم لزوجاتهم .. وأن عهد قبول الزوجة للأمر الواقع وبكائها على الأطلال قد أذن بالإنتهاء .. وأنها تستطيع أن تبدأ حياتها مع رجل آخر فى أى مرحلة من العمر إذا لم يحفظ لها زوجها عهد الوفاء .



ومع أننى لم أتزوج من زوجة أخرى سرا .. ولم أخون زوجتى ، فلقد دفعت " الثمن الغالى " لأسباب مختلفه .. وكان من الغريب حقا أن أرتبط إسمك وإسم بابك الإسبوعى المفيد هذا ، بما حدث من تطورات فى حياتى فى الفترة الاخيرة وكأننى كنت معك على موعد مع القدر فى لحظة مصيرية لم يكن كلانا يدرى عنها شيئا .



أما قصتى .. فلقد بدأت منذ ثلاثة وعشرون عاما .. حين تزوجت من سيده فاضله .. عشت معها قصة كفاح طويله ، بدأتها موظفا باحدى الوزرارت السياديه بمؤهل فوق المتوسط وحصلت خلالها على المؤهل العالى ورزقت من زوجتى اربعة من الابناء ... ومنذ بدأت قصة حبنا وأنا أشبه زوجتى بالزهره التى تتفتح فى بستان حياتنا وتنفث فيه عطرها .. وأشبه نفسى بالبستانى الذى يرعاه ويخدمه ويشقى لحمايته ، فقد كنت أواصل العمل من الصباح الى المساء لأحقق دخلا يضمن لنا الحياة الكريمة .. وأتنقل من عملى الحكومى الى الأعمال الإضافية المختلفة وأعود بنهاية اليوم الى بستانى متلهفا الى زهرتى الجميلة وبراعمها الصغيرة الوليدة .



وكما يجرى فى كل حياة أخرى .. مرت بحياتى الزوجية بعض العواصف والأعاصير التى كادت أن تدمر البستان بكل مافيه ونجحت بهدوئى وصبرى فى حمايته منها حتى كبرت البراعم الصغيرة واشتد عودها .



وفى إحدى هذه العواصف الزوجية العابرة من سنوات وبتأثير انفعالى واكتئابى اللحظى نفثت عن نفسي وكتبت رسالة من قارئ الى كاتبه المفضل يشكو إليه فيها من سخط زوجته الدائم الذى أحال حياته الى جحيم ، ومن كلماتها اللاذعه التى لم يعد يحتملها ، ومن طلباتها الكثيرة التى تتجاوز إمكانياته المادية بالرغم من كفاحة ليل نهار ليلبى إحتياجات أسرته ، ورويت فيها كيف تحولت زوجتى من ( زهرة ) فى بستانى إلى (زهرة ) برية سامة تدمى أصابعى بأشواكها كلما إقترب منها .. ووضعتها أدراج مكتبى تسكن فى صمت كما أسكنت مواجعى صمت صدرى .



وإنتهت العاصفة الزوجية كما إنتهت غيرها من قبل ، وظلت الرسالة حبيسة فى درج مكتبى .. الى أن حان موعد سفر بعثة الحج الرسمية فى العام الماضى والتى أرافقها كل عام منذ 3 أعوام بصفتى الوظيفية .. فجمعت قبل السفر كعادتى أوراقى ومتعلقاتى الشخصية من مكتبى بالوزارة لأحتفظ بها فى البيت خلال سفرى .. وسافرت مطمئنا .. وانشغلت بأداء واجبى الوظيفى الى جانب المناسك المباركه لأعود بعد شهرين فإذا بى أجد الحرب العالمية الثالثة قد أعلنت فى بيتى خلال فترة غيابى .



عثرت زوجتى على الرسالة وفتحت على نيران الجحيم من كل إتجاه .. وتردد إسمك مرارا وتكرارا خلال مجادلاتنا على سطح من الصفيح الساخن وإنهالت الإتهامات على شخصى من زوجتى وهى تعلن بصراخها : لقد شهر بى على صفحات الجرائد ..لقد أساء لى ووصفنى بالزهرة البرية السامه التى أحالت حياته إلى جحيم .. إلخ... ثم طلبت الطلاق بإصرار غريب وغير مسبوق وبلا رجعة !!! .



حاولت بكل جهدى أن أقنعها بأنها ليست سوى كلمات تنفث عن غضب فى لحظة عاصفة مرت علينا وليست رسالة شكوى أرسلت الى شخصكم الكريم الذى أعتز بمتابعة صفحتة الاسبوعية .. وأكدت لها مرارا وتكرارا أننى لم أبعث بها اليك وإلا كانت قد قرأتها فى جريدتكم وهى المداومة على قراءتها بأهتمام كل اسبوع .. وضاع حديثى هباء" وبلا جدوى أمام صراخها وعنادها وإصرارها وتجبرها .. فلقد أشتعل الفتيل ولم ينطفئ أبدا .. وتحولت الحكاية إلى مجرى آخر غير حكاية الرسالة والشكوى منها .



 وأكتشفت زوجتى فجأة أنها عاشت معى ثلاثة وعشرون عاما ( تحت خط الفقر ) مع أننا ننفق أكثر من ثلاث أضعاف دخلى من عملى الحكومى نتيجة أعمالى الإضافية الخارجية الأخرى .. وتنبهت فجأة أن بستاننا التى كانت زهرته ليس سوى ( خرابة ) تتكاثر فيها الفئران والغربان .. مع أن هذه ( الخرابة ) مجهزة بالتليفزيون الملون والفيديو والغسالة الفول أوتوماتيك والثلاجة ذات البابين والمكنسة الكهربائية والنجف والسجاد  والمراوح والبوتاجاز والكيتشن ماشين .... إلخ ... صحيح أنها شقة من غرفتين وصالة لكنها بأية حال من الأحوال ليست ( خرابه ) .. كما أن لنا ( خرابة ) أخرى تمليك تعاونى مازالت تحت التشطيب مكونه من ثلاث غرف وصالة .. ورفضت زوجتى خلال محاولات الصلح لمواصلة المسيرة فكرة الإنتقال اليها بعد تشطيبها وتجهيزها .



كما رفضت فكرة بيعها وشراء غيرها فى مكان آخر إذا كان موقعها لا يحوز رضاها .. ورفضت كل شئ وكل إقتراح وأصرت فى عناد غير مسبوق وتجبر على الطلاق ، ومضت شهور وقد إنتقلت بمفردى الى إلخرابة ( الأخرى )  ..  الشقة تحت التشطيب وأنا أحاول كسب الوقت كى تهدأ العاصفة وإثناءها عن طلبها من أجل الأبناء  تارة لكى يظل لهم سقفا يحميهم .. ومن أجلها هى تارة أخرى خاصة أنه ليس لديها شهادة  تعمل بها أو من يمكنها الإعتماد عليه أو من يكفلها ويدفع عنها عوادى الزمن .. لتمضى تلك المحاولات هباء ..إلى أن يأست أنا تماما فأستجبت لرغبتها وحددت معها موعدا عند المأذون وطلقتها نزولا على رغبتها وتركتها تعيش مع أبنائها فى ( خرابة ) الزوجية السابقة على أن تحصل منى على كافة الإلتزامات المالية التى كنت أؤديها من قبل لها وللأبناء دون نقصان معتزما الإلتزام بذلك إلى ماشاء الله .



وأصبحت أتقابل مع أبنائى مرة كل أسبوع ملبيا طلباتهم المادية والإجتماعية وأعطيها الإلتزامات المالية الشهرية بإنتظام وإلتزام على الرغم من الأعباء المالية الإضافية المترتبة على معيشتى المنفردة ( بالخرابة ) الأخرى ومحاولة تشطيبها لتصلح للسكنى .



وها أنا ذا ياسيدى أدفع ( الثمن الغالى ) الذى أنذرتنا به كاتبة الرسالة عبر صفحتكم الموقرة فى تشف وشماته واضحين .. لكنى لا أدفعه ثمنا للغدر ، أو نقض عهد الوفاء لزوجتى السابقة ، أو زواجى مرة أخرى عليها فى السر ... وأنما أدفعه ثمنا لعدم الرضا وعدم القناعة بما كتبة الله لنا ، كما أدفعه ثمنا لسوء الظن وسوء الفكر وسوء النوايا التى صدر من زوجتى السابقة ، ويعلم الله أن هذه هى المرة الأولى التى أتواصل فيها مع شخصكم الكريم بالكتابة اليكم .



لكنها الأقدار التى شاءت لى أن أدفع أيضا ثمن الوفاء لعشرة زوجية مرت بحلوها ومرها وبهدوءها وعواصفها .. وأنتهت ، لكن صلتى بها لن تنتهى لوجود اربع زهرات قد تفتحت أوراقها فى ( الخرابة ) أو بستانى ، وأدعوا الله من أجلهم عسى أن يكتب لهم السعادة والإستقرار فى حياتهم .. وهو مالم أستطيع تحقيقه لهم فى هذه المرحلة من العمر وعسى أن يغفر لنا جميعا ذنوبنا وأخطاءنا فى حق أنفسنا وحقوق الآخرين .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التوقيع 

البستانى العجوز 



ولكاتب هذه الرسالة اقول :


أما أنها المرة الأولى التى تكتب لى فيها عن نفسك وزوجتك فهذا حق لا مراء فيه ، وأما أن تلك ( الرسالة ) هى التى وضعت حد النهاية لعشرتك مع زوجتك فهذا أمر يحتاج الى تفسير ومناقشه .



ذلك أن شكوى زوج من زوجته خلال إحدى أزماته معها وأيا كانت طريقة ( البوح )  التى أختار أن يصوغ بها ما يعتمل فى نفسه من أفكار وخواطر تجاهها فإنها لا تسوغ وحدها أبدا هدم عشرة زوجية دامت ثلاثة وعشرين عاما ، وأثمرت اربعة من الأبناء ، وتشابكت خلالها الخيوط والذكريات على هذا النحو ، ولقد تثور الزوجة ثورة عارمة إذا قرأت فى أوراق زوجها بعض ما يجرح مشاعرها أو يتهمها بما ترى هى نفسها بريئة منه ، ولقد يطول غضبها أو يقصر لكنها لا تتمادى غالبا فى الخصام الى حد الإصرار على الطلاق وهدم بيت الزوجية وتعريض الأبناء لمحنة الانفصال وبعناد لا تفلح كل المحاولات فيه لمثل هذا السبب وحده .. ، والأقرب للمنطق ياصديقى هو أن يكون بنيان هذه العشرة الزوجية نفسها قد نخر فيه سوس الشقاق تدريجيا لسنوات طوال قبل ذلك ، حتى إذا ما إنفجرت أزمة تلك الرسالة المزعومة تداعى البنيان فجأة تحت وطأة آخر معول أصابه ، فبدا للناظرين وكأن هذا المعول الأخيرة هى التى قوضت أركانه ، والحقيقة أنها لم تكن سوى اللمسة الأخيرة التى لم يكن البناء يحتاج لأكثر منها لكى يتداعى معلنا سقوطه بتأثير عوامل التعرية المختلفة على مدى زمن طويل .



ولقد أصبت أنت كبد الحقيقة حين قلت أن عشرتك الزوجية قد تحطمت على صخرة عدم الرضا وعدم القناعة .. وعدم الرضا بواقع الحال يفتح دائما النوافذ لشياطين السخط والتمرد والخلاف والشقاق وباقى أسباب الكدر العديدة ..

وبغض النظر عما إذا كانت لدى زوجتك أسباب أخرى لا اعلمها لما آلت اليه سفينة الحياة المشتركة بينكما من جنوح أم لم تكن ، فلست أملك إلا الأسى لك وأنت تجد نفسك مضطرا فى هذه المرحلة من العمر لفراق شريكتك التى كانت حتى وقت قريب زهرة بستانك ، وبراعمه الصغيرة التى تفتحت وأشتد عودها ، لتعيش وحيدا فى شقة غير مجهزة ، ترعى أسرتك عن بعد .. وتفتقد دفء الحياة العائلية السابقة .. فهى محنة إنسانية فى حد ذاتها أيا كانت الأسباب التى أدت إليها وأيا كان الطرف الذى يتحمل القدر الأكبر من المسئولية عنها .



ولا شك أنك لم تردها لنفسك ولا لأبناءك ، وأنما جرت بها عليك المقادير كما تجرى بها أحيانا على غيرك ، وفى كل الأحوال والظروف فلقد عجبت كثيرا بحرصك بعد أن أعيتك كل الحيل للإصلاح على إنهاء العلاقة الزوجية مع زوجتك فى إطار من الإحترام والهدوء وبغير أن تنازعها فى شئ أو تمزق أبناءك بين أبوين يتراشقان بالإتهامات البشعة ، أو يتفنن كل منهما فى الإفتراء على الآخر والنيل منه .



فحين تتحطم سفينة الحياة الزوجية لقدر لم يكن فى الإمكان رده ، ينبغى لطرفيها دائما أن يجنبا أبناءهما الهم الآخر المضاعف الذى يزيد من معاناتهم ويزلزل كيانهم حين يرون من كانا حتى وقت قريب يتقاسمان فراشا واحدا وقد تحولا فجأة الى مردة وشياطين تتفنن فى إيذاء الطرف الآخر ومنازعته حول توافه الحياة وأعراضها الزائلة .



كما أعجبت كثيرا أيضا بوفاءك بإلتزاماتك المادية تجاه أسرتك والتزاماتك الأدبية والإجتماعية تجاهها مؤثرا بذلك ألا يتكبد أحد من الأبناء مغبة العناء وفشل مساعى رأب الصدع بينك وبين زوجتك السابقة .. فهكذا يفعل الآباء الذين يستشعرون مسئولياتهم الأخلاقية والدينية تجاه أبناءهم بل وتجاه شركاء الحياة السابقين الذين فرقت بينهم الأيام أيضا .



فلا يتحولون بالنسبة لهؤلاء الشركاء فجأة الى خصوم فجرة لا يراعون لذكرى العشرة السابقة حقا ، وإنما يسلمون بإنقضاء العشرة بينهم لأسباب لم يكن فى الإستطاعة درؤها ويحرصون على إستمرار العلاقة الإنسانية معهم لأن العشرة كما قلت أنت صادقا قد تنتهى مع شريكة الحياة ، لكن العلاقة الإنسانية العادلة معها لا ينبغى لها أن تنتهى أبدا وقد أثمرت ابناء يربطون بين الطرفين برباط لا فكاك منه الى الأبد .



وهذا هو أدب الخلاف النبيل بين شركاء الحياة السابقين وبين طرفى كل علاقة انسانية أذنت شمسها بالمغيب فلا يفجر أحدهما فى خصومته للطرف الاخر عند الخلاف ولا يطلق الوحش الكامن فى أعماقه تجاه من كان حتى وقت قريب موضع تقديره وإجلاله ، ولا يستسلم لغرائزه البدائية معه فيفحش له القول أو يلاحقه بالأذى والعدوان ، أو يهدر كل ما كان بينهما من فضل سابق أو جميل غابر ، ولا يتنكر لكل ما أسداه له من قبل وإنما يفعل كما يفعل الشرفاء فى خصومتهم ، حين يكبحون جماح شهوة العدوانية والإيذاء والانتقام تجاه من إختلفوا معهم ويلتزمون معهم بأدب الخلاف الذى يردهم عن الإساءة إليهم ولا يمنعهم من الدفاع عن أنفسهم ، ويستخدمون من ذكرى الوفاق السابق ورصيد الود القديم ما يرطب مشاعرهم تجاه هؤلاء ويردهم عن كل فعل أو قول يحسب على أخلاقياتهم وعرفانهم بالجميل ووفائهم لمن طالت بهم عشرته من قبل .



فإذا كان بعض من يلتزمون بآداب الخلافات النبيلة هؤلاء قد يخسرون فى البداية بعض الجولات فإنهم يكسبون فى النهاية ما هو خير وأبقى وهو إحترامهم لأنفسهم ، وأتساق سلوكياتهم مع قيمهم ومبادئهم واحترام المنصفين الذين يقدرون للفضلاء تعففهم عن فجر الخصومة بمثل ما يزدرون به من لا يردون على تصرفاتهم وعدوانيتهم أى قيد بل أنهم قد يفوزون إيضا فى كثير من الأحوال بإحترام خصومهم أنفسهم فى أعماقهم حتى ولو لم يعترفوا لهم به علانية .. لأن فى إعترافهم به إدانة لأنفسهم بأنهم ليسوا من أهل الفضل وحفظ الكرامات عند الخلاف 

وأمثال هؤلاء الفضلاء الذين لا يهتكون عرض من يختلفون معه لأمر من الأمور ولا يفجرون فى الخصومة معهم ، هم الذين يسهل على من أختلفوا معهم من قبل أن يشعروا بالذنب تجاههم .. وأن يسعوا لإعادة الود المنقطع بينهم ، لأن تجربة الخلاف معهم قد أثبتت لهم أنهم ممن يأمن لهم المرء عند الخلاف بمثل ما يأمن لهم عند الوفاق ، ولا شك أنك قد أخترت أن تكون من أهل الفضل هؤلاء فتلتزم بأدب الخلاف النبيل مع زوجتك .



ومع أنى اتحفظ غالبا على الحكم على أسباب الإنفصال التى لا أعرفها عادة إلا من طرف واحد ، فإنى أجد فيما التزمت به أنت من آداب الخلاف مع زوجتك السابقة ما يكفينى للقناعة بصدق كلماتك وسردك للأحداث .



فهل آمل أن تجمع الأقدار بيننا ياصديقى فى موعد جديد مع لحظة مصيرية أخرى فى حياتك تكون هذه المرة لحظة سعادة وليست لحظة شقاء كما كانت فى المرة السابقة للأسف ؟ .



أننى آمل ذلك مخلصا وأرجوا الله أن يحققه لى ولك فعسى أن أسمع منك ما يحقق هذا الأمل الغالى فى وقت قريب بإذن الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.