حورس
*****
الآلهة المصرية قديمآ كانت عبارة عن تمثيل للطبيعة بكافة أشكالها مثل الشمس والقمر والارض والسماء والرياح والماء والخي والشر أيضا وقد وصل عدد المعبودات فى الحضارة المصرية القديمة الى نحو خمسمائة إله .
لم يتم حصرها جميعآ فبعض النصوص تذكر أسماء الالهة دون الأشارة إلى طابعها أو دورها ومن أهم الآلهة القديمة التى لاوالت تشغل المثير من الباحثين والمؤرخين ومحط أنظار للعديد منهم بل والعالم أجمع لكون أسطورته أسطوره تتمتع بالعديد من الجوانب منها الخير والشر والآنتقام
(حورس ) الحفيد للأبن المدلل والأبنة المفضلة المحبوبة أيزيس و اوزيريس) فوالديه فى الديانة القديمة يُعدان من أحب الأبناء للاله الأكبر{رع} على عكس شقيقهما {ست} .
ولد {حورس} بعد معاناة كبيره فقد قُتل والده على يد شقيقه {ست} وقُطعت أجزاء جسده الى اشلاء ثم رميت بمناطق متفرقه بحيث يصُب جمعها مره أخرى ولكن زوجته المحُحبه له {أيزيس} بحثت عنه بجميع بقاع مصر حتى تمكنت من تجميع جسده مره أخرى بمساعدة شقيقتها{نفتيس} حيث وقفتا فوق جسده بعدما تحولتا الى حدأتان ترفرفان وهما تتغنيان بترانيم خاصة ببعث الروح مرة أخرى وبالفعل نجحتا فى مهمتهما واعادوا الجياة مره أخرى الى جسد {أوزيريس} ثم عاشرته {ايزيس} فأنجبت {حورس} فأعتبره المصريون آلهة لانه ولد من معجزه أو من رحم الموت كما يُطلق عليه.
كبر {حورس} وترعرع تحت حماية جده {رع} وقد صوره المصرى القديم على هيئة شاب قوى البنية مفتول العضلات ذو بشره حنطية ترمز الى لون الارض فارع الطول له وجه وسيم تزينه عينان واسعتان ذات نظره ثاقبة وشفاه غليظه وأنف مدبب يتحول الى صقر تنبت له جناحان يستخدمهما للتحليق عاليآ عند محاربة اعدائه .
أصبح والده {أوزيريس} اله العالم السفلى وعالم الموتى فى حين أن حورس أصبح ملم العالم الدنيوى مما أغاظ عمه {ست} بشده ولكن ما بيده حيلة فقد تدخل الاله الأكبر{ رع} وفض الاشتباك بينهما الذى دام لسنوات طويلة كما ورد فى البرديات القديمة وكان يعتبر {حورس} رمز الخير والعطاء والعدل وكل ملك من ملوك مصر كان يحكم بحكمه ممثل حورس ويستعين بالاله {حورس} فى كل حروبه وأعماله.
كان عمل حورس المثال الآعلى لملوك مصر حيث أنه أنتقم لآبيه من عمه {ست} وكان عادلآلذلك لُقب {حامى أبيه} وذُكر أسمه على الدوام فى العصور القديمة مقترنآ بأسم {حتحور} و {الملك العقرب الأول} وقد صُور و هو واقف على صرح القصر يحيط بأسم الملك العقرب الأول .
ونجده أيضا موجود على لوحة {نعرمر} لوحة الملك مينا الشهيرة وهى من عهد الأسره الأولى وقد صُور وهو ممسك بؤوس الأعداء المهزومين ويقدمهم للملك وهو يقف بشموخ رأسه متحول لرأس الصقر نظراته واثقه ثاقبه وتمتد جناحيه خلفه وهو يُقدم رؤوس الأعداء للملك وأستمر ذلك التقليد عند فوز الملك بالمعركه حتى الأسره الرابعة .
أعتبر المصريون أن {حورس} أنجب أربعة ابناء هم { حابى ، أمستى ، دوموتيف ، كبحسنوف} وفى كتاب الموتى توجد عدة صور { لأوزيريس} جالسآ على عرشه بالعالم السفلى عالم الموتى والى خلفه أختيه { نفتيس و أيزيس} والى أمامه أبناء حورس الأربعه واقفون على زهور اللوتس لمحاربة الموتى فقد أستخدم المصرى القديم أربعه اوانى على هيئة أبناء {حورس} الأربعه لحفظ الأعضاء الداخلية عند تحنيط الموتى وسميت الأوانى الكانوبية ومن الأساطير القديمة أيضا إن {حورس} كان يُرسل أبنائه الأربعه عند تتويج فرعن مصر جديد فى أربعة جهات الأرض للتبشير بنفوذ الفرعون الجديد.
ويظل {حورس} لغز وأسطوره عظيمة نفتخر بها كصريون لوجودها فى تراثنا وحضارتنا العظيمه وسيظل أسطوره ليس أكثر من ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق