أعلان الهيدر

الاثنين، 15 مايو 2023

الرئيسية الكاتب والاديب د . صلاح البسيوني يكتب المحطة الأولى/الاهرام نيوز براين

الكاتب والاديب د . صلاح البسيوني يكتب المحطة الأولى/الاهرام نيوز براين

 المحطة الأولـــى

تأليف د. صلاح البسيوني




تلك وصيتي ..

إلى قاتلتي أو حبيبتي  

لتعلم ماذا جنت يداها .

وقف حائرا في وسط ميدان رمسيس  .. نقطة التقاء الوافدين الى العاصمة من كل أنحاء البلاد .. زحام .. زحام ..  لم تسعفه إرادته لتحديد مساره وسط الكتل البشرية المتحركة .. الى أين يتجه أو فى أي إتجاه يسير ؟.. زاغ بصره الى المجهول وأخذ يستجمع شتات فكره ليحدد معالم الطريق .. ونقطة البداية .


إلتقت عيناه جسم غريب يعترض مجال الرؤية يتعثر فى طريقه من الإعياء .. ويتخبط من التردد .. يلتفت يمينا ويسارا يبحث عن من يهديه الى الطريق ويحدد له المسار .. تحرك إليها .. سألها عن وجهتها .. طريق سفر طويل .. أخذ بيدها عابرا بها إشارات الطريق .. يقيها عثرات الأرصفة .. حاميا لها من صدمات البشر .. يشد على يدها فالطريق مهما طال فلابد للقطار من محطة النهاية .. والمسافة مهما بعدت تتضاءل مع كل محطة يتوقف بها القطار .. المهم أن نعلم طريقنا .. المهم أن نعلم محطتنا .. المهم أن نظل متيقظين .. المهم أن لا نفقد الوعي أو الصبر . 


تحرك القطار .. وأيديهما متشابكة .. تحتمي به .. وتستمد منه الأمان ونقل إليها الحنان من داخله .. وكلما زاد اهتزاز القطار فى سيره .. كلما إزداد تشبث أيديهما التي أخذت تدريجيا فى نقل رسائل حب طال إنتظارها .. ومع كل دقيقة تمر يزداد التقارب والتعارف والتفاهم حتى إحتواها فى داخله .. وزادت حرارة القلوب التى جمعها القدر على غير ميعاد فى ميدان عام ومفترق طرق .


تصارحا بكل شيء .. وتفاهما على كل شىء .. ليكن الله معهم .. ويصلا إلى محطة الوصول لتبدأ مسيرتهما  التى إتفقا عليها .. فى رحلة جديده عبر حياة مشتركة لبناء عالمهم المملوء بالحب .


توقف القطار في أولى محطات الطريق .. أرصفة ممتلئة ببشر متلاطم بين مودع ومسافر .. تفتح أبواب القطار .. يهبط بعض المسافرين .. وقبل أن يتحرك القطار فجأة تتحرك  مسرعة لتهبط من القطار وهى تلوح له تحية وداع قائلة : أبدا لن أنساك .


نظر إليها مصعوقا وقد شلته المفاجئة .. وأغرس في صدره سكين قاتله .. يصرخ من الألم : لماذا في أول محطة ؟ .. وانهار في مكانه فاقدا الحياه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.