أعلان الهيدر

الأربعاء، 15 أكتوبر 2025

الرئيسية مجدي القطان يكتب أثر الأزهر لي المذهب الأشعري/ الأهرام نيوز

مجدي القطان يكتب أثر الأزهر لي المذهب الأشعري/ الأهرام نيوز

 أثر الأزهر في المذهب الأشعري




> "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

مرحبًا بكم أيها الأحبّة في حلقة جديدة من مشكاة النور.


في الحلقة الماضية تحدثنا عن سبب اختيار الأزهر الشريف للمذهب الأشعري كمذهب عقدي… وكيف أن هذا المنهج الوسطي جمع بين نور العقل وصفاء النص الشرعي.

أما اليوم، فحديثنا عن الأثر العظيم الذي تركه الأزهر في خدمة المذهب الأشعري ونشره عبر القرون.


> أيها الكرام… حين تبنّى الأزهر الشريف المذهب الأشعري، لم يتعامل معه كمجرد نظرية أو اجتهاد فكري، بل جعله أساسًا من أسس هويته العلمية والدعوية.

لقد صار المذهب الأشعري في الأزهر حيًّا نابضًا، يُدرَّس ويُشرح وتُكتب فيه المؤلفات، وتُعقد حوله حلقات النقاش والمناظرة، جيلًا بعد جيل.


> أول ما نلحظه أن الأزهر جعل المذهب الأشعري مقرّرًا أساسيًا في حلقاته العلمية، إلى جانب علوم الفقه والحديث والتفسير.

لم يكن طالب العلم في الأزهر يتخرج إلا وقد درس العقيدة الأشعرية، وعرف كيف يدافع عنها بالحجة والبرهان.

وهذا جعل العقيدة ليست نصوصًا جامدة، بل علمًا حيًا يلامس حياة الناس، ويجيب عن أسئلتهم، ويحمي عقولهم من الانحراف.


> ثانيًا: لم يكتف الأزهر بالتدريس، بل أبدع علماؤه في تأليف الشروح والحواشي التي سهّلت فهم العقيدة الأشعرية.

فظهرت شروح على متون مثل الخريدة البهية والجوهرة والسنوسية.


هذه المؤلفات لم تكن مجرد كتب دراسية، بل كانت جسورًا تربط بين طلاب العلم ومقاصد العقيدة. وكان من عادة شيوخ الأزهر أن يبسّطوا المعقّد، ويقربوا المعاني للطلاب، حتى غدت هذه الكتب مراجع معتمدة في سائر بلاد المسلمين.


> ثالثًا: كان للأزهر أثر بارز في نشر المذهب خارج حدود مصر.

فطلاب العلم الذين وفدوا من المغرب العربي، ومن الشام، ومن السودان، ومن الهند وإندونيسيا، حملوا معهم ما تلقوه من الأزهر، فعادوا إلى أوطانهم دعاةً ومعلمين، ينشرون الفكر الأشعري، ويؤسسون المدارس والمعاهد التي امتدت رسالتها لأجيال طويلة.


وهكذا أصبح المذهب الأشعري حاضرًا في إفريقيا وآسيا، وفي بلاد الشام والمغرب، لا بفضل الكتب وحدها، بل بفضل الأزهريين الذين حملوا رسالة الوسطية حيثما حلّوا.


> ولأن الأزهر لا ينفصل عن واقع الأمة… فقد جعل من الفكر الأشعري حصنًا ضد الانقسام والتشدد.

فحين ظهرت تيارات الغلو التي تكفّر الناس وتضيّق على العقول، وقف الأزهر يقدّم النموذج المضاد: نموذج الإسلام الرحب، الذي يحفظ النصوص، ويقدّر العقل، ويؤكد أن الدين رحمة لا نقمة.


إن الأزهر بفكره الأشعري لم يواجه التطرف بالعنف، بل بالحجة؛ ولم يرد على الانحراف بالصوت العالي، بل بالعلم الرصين والمنطق المتزن.


> أيها الأحبة… إن أثر الأزهر في المذهب الأشعري يشبه أثر الماء على البذرة:

يسقيها فينبت الزرع، يحوطها فتحيا، يرعاها فتصبح شجرة باسقة، يستظل بها الناس شرقًا وغربًا.


وهكذا ظل الأزهر عبر العصور… يغذي المذهب الأشعري، ويحفظه حيًا صالحًا لكل زمان ومكان.                                        


> في الحلقة القادمة بإذن الله، سنتوقف معكم أمام قضية مهمة:

كيف واجه الأزهر الغلو والتطرف من خلال الفكر الأشعري؟


دمتم في نور الله ورعايته."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.