أعلان الهيدر

الأحد، 22 يناير 2023

الرئيسية الكاتب والاديب د . صلاح البسيوني يكتب أم خميس /الاهرام نيوز براين

الكاتب والاديب د . صلاح البسيوني يكتب أم خميس /الاهرام نيوز براين

 أم خميـس

تأليف د.صلاح البسيوني





سيدي الكاتب الكبير ..

كل صباح أتابع جهودكم المشكورة والمحمودة في مساعدة المحتاجين ورفع المعاناة عن المطحونين .. مشروع العلاج .. مشروع الإسكان .. مشروع الكساء .. مشروع التعليم .. مشروع ومشروع .. وأهل الخير إليكم تمتد أياديهم بآلاف وراء الآلاف من الجنيهات .. تشد من أزركم .. تضيف الكثير الى جانبكم .. ليرتفع البنيان .. ويكبر صرح الخير بكم ومعكم .



ولهـذا يا سـيدي أكتب إليكم عن تلك العجـوز التـي تدعـى أم خميس .



هي امرأة في العقد الخامس من عمرها .. تحمل من الشحوم ما يعوق حركتها .. ويفوق قوتها .. فأقعدتها في معاناة بلا حراك .. وهى في سكونها وسجنها الإجباري لا تجد من يعولها أو يمد يد المساعدة اليها .. يتساوى معها الليل والنهار .. تشغل في حجرتها مساحة متر مربع لسنوات طالت بلا حراك .. حتى عندما تحتاج إلى قضاء حاجتها فهي تتم في مكانها .. وما أدراك مما يترتب على ذلك من معاناة .. تحتاج الطعام كما تحتاج الدواء للأمراض التي سكنت جسدها .. صالت وجالت وكأنها جيوش التتار في زحفها..فتمكنت منها بكل أسلحتها .. سكر، ضغط ، كبد ، كلى ، قلب ، لتنتهي أخيراً إلى الأمراض الجلدية بكافة أنواعها وتقيحاتها .. فالجلوس طال والدفاع اندثر واندحر وزال .



سيدي الكاتب الكبير .. أدعو الله أن يوفقكم .. وتمتد أياديكم بالخير إلى تلك السيدة في مجالات العلاج والكساء .. ومشروع صغير للبيع في جلستها لتكسب قوت يومها .. لا نستطيع أن نزيل عنها الكثير من آلامها وأعبائها مهما امتدت إليها أيدينا وأهل الخير معنا .. والله فوق الجميع مسبب الأسباب .. وفقكم الله وجعلكم من أسباب الخير للجميع .. ودمتــــــــــم .

                        فاعل خير



سيدي الكاتب الكبير ..

تمر الأيام وأنا في انتظار من يسأل عن "أم خميس" على عنواني الذي كتبته أو عنوانها الذي ذكرته في خطابي .. أمر عليها أسألها .. أعود إلى منزلي أنتظر .. وتمر الشهور وأنا في انتظار الحدث وكلى أمل في أن شئ ما سيحدث لرفع المعاناة عن تلك العجوز لكي ترتاح . 



وهذا المساء عدت إلى منزلي لأجد أسرتي في حالة من الحزن .. انقبض صدري .. ينزل الخبر كالمطرقة على رأسي .. إرتاحت " أم خميس " نعم سيدي الكاتب أزف إليكم البشرى .. إرتاحت" أم خميس" وماتت .



أشكركم على حسن تعاونكم واهتمامكم .

ودمتـــــــــم .....

فاعل خير...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.