الكاتب الصحفي السيد عجيبه يكتب مقال بعنوان الصدق والامانة / الاهرام نيوز براين

الكاتب الصحفي دكتور السيد عجيبه

 من الأخلاق الحميدة التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الصدق وقد أمرت به كل الشرائع السماوية، فنجد أن الصدق ذكر في مواضع عديدة في القرآن الكريم منها قول الله تعالى في سورة المائدة : (( قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تحَرَّوُا الصِّدْقَ وَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ فَإِنَّ فِيهِ النَّجَاةَ، وَاجْتَنِبُوا الْكَذِبَ وَإِنَّ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ النَّجَاةَ فَإِنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ ) والمعنى المراد من كلمة الصدق هو قول الحقيقة التي تطابق الواقع بدون أي زيادة أو نقصان حتى تشعر بالراحة والطمأنينة والسكينة وفي ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( دعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقِ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ )، فأساس تقدم أي المجتمع وتطوره هو التحلي بالأخلاق الحميدة وهو ما نحن بحاجة إليه اليوم .

الصدق في الاسلام

وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بالصدق في قوله تعالى : ( وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً )، كما وصف الكثير من الأنبياء بأنهم صادقين في مواضع مختلفة منها قول الله تعالى عن النبي إسماعيل : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا )، وقوله تعالى عن يوسف عليه السلام : ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ )، كما قال الله عن الصادقين أنهم أصحاب الجنة المتقون : ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) وللصدق ثمار كثيرة منها :

• فيه إخلاص لله عز وجل كما أنه اقتداء بسيدنا محمد الصادق الأمين .
• سبيل لزيادة الأجر والثواب بالإضافة إلى كسب الحسنات .
• كسب القلوب وزيادة المحبة والمودة بين الناس فالكذب يجعل الآخرين ينفرون منك .
• العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة وفي ذلك قول الله تعالى : ( فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ) .
• استحضار مراقبة الله عز وجل .
• الوفاء بالعهد تحقيقا لقول الله تعالى : ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) فنجد ان الصدق أساس الأخلاق الحميدة فلن يتصف الإنسان بالأمانة والوفاء وهو كاذب .
• البركة في الرزق وذلك تبعا لقول الرسول صلى الله عليه : ( فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بورك لهما في بيعهما  ) .
• الكذب يؤدي للهلاك وفقدان الثقة بين الأفراد بينما الصدق يؤدي للنجاة ويقوي العلاقة بين الأفراد ويزيل الشك .
• النجاح والتوفيق في أمور الدنيا كما أن الصادق يكتب عند الله صديقا .
• الصدق يطهر الروح من الرياء والكذب والنفاق ويزينه بالإخلاص .
• أساس تقدم الأمم وتطورها .
• يحافظ على الأسرة من الخراب والتشتت والضياع .
• الصدق فيه تحقيق للعدل ومحاربة للظلم .                          على الإنسان أن يتصف دوما بالصدق ويلتزم به في كل المواقف فالصادق يكون دوما صادق فهو مبدأ لا يتجزأ، وذلك يأتي نتيجة غرسه في نفوس الأبناء منذ الصغر وتربيتهم على مكارم الأخلاق بشكل عام فأبناء اليوم هم شباب المستقبل، فنجد أن فساد المجتمع اليوم سببه الانهيار الأخلاقي وغياب الوازع الديني، ومن هنا علينا أن نتمسك بمبادئ ديننا الإسلامي وبالأخلاق الحميدة التي من أهمها الصدق حتى نرقى بأمتنا .