أعلان الهيدر

الاثنين، 13 فبراير 2023

الرئيسية الكاتب د . محمد مصطفى مظال يكتب وتستمر ضربات الطبيعه / الاهرام نيوز براين

الكاتب د . محمد مصطفى مظال يكتب وتستمر ضربات الطبيعه / الاهرام نيوز براين

 "وتستمر ضربات الطبيعه القاسيه تجاه البشر"



لو تاملنا فى قدره الله تعالى فى خلقه للطبيعه والكون سوف نرى مدى اتقان وحكمه الخالق وتدبره ومدى الروعه والجمال فى صنعه وجعلها مدهشة للحواس وساحره للعيون  وسخرها بكل ما فيها لخدمه الإنسان ولبقاء عيشه واستمراريته على هذا الكون ولكن يأتى الإنسان فى بعض الأحيان ويقرر أن يفسد كل شئ جميل ورائع ويقتل ويلوث ويدمر كل ما حوله بجهله وعدم وعيه  الله منحه هذه النعم وجعله خليفه فى الارض ليعمرها واستئمنه عليها ولكن قوبلت هذه العطاءات والمنح والنعم بالجحود وعدم شكره والثناء عليه ونتيجه لافعاله النكراء ياتى الرد الإلهي قاسى  وشديد ليذكره بان الخالق لا يغفل ولا ينام وانه يعلم بكل ما فى نفسه وما سيقدم على فعله فيسلط الله عليه جندا من جنوده ليذكره بعظمه الخالق او ليجعل منه  عظه وعبره لغيره من البشر.

لقد خلق الله فى هذا الكون جنودا وقوى لا يمكن لأى بشرى او كائن من الكائنات أن يقف فى وجهها قد يكون هذا الجند بشير خير وقد يأتى نذير شؤم وشر جميعها تتحرك بأمر من الله ترسل بالخير والبركه على من أراد الله به خير وترسل بالشر والقتل والهلاك على من أراد أن يظلم ويفسد ويعصى الله فيذكره ذلك بأنه أضعف المخلوقات وانه لا حول له ولا قوه أمام قوى الله وعظمته .

فمن جنود الله عز وجل فى الطبيعه المياه وهى سر من أسرار الحياه على هذا الكون واستمرار بقاء البشريه ولا يمكن لأى بشرى او كائن حى او حتى نبته صغيره الاستغناء عنه بأى شكل ولكن كما أنه يعتبر سر الحياه على الأرض الا انه يمكن أن يكون شرا فى بعض الأحيان وسببا فى هلاك البشرية واختفاء الحياه وانتهائهامن هذا الكون فما يفعله الإنسان من تلوث للبيئه وقتل للأحياء البحريه وانقراض اعداد هائله منها والاعتداء بمنظور الهمجيه على صنع الله بجهله وأفعاله المقذذه جعل من يده آله  لتدمير والخراب ولكن الجاهل الظالم لنفسه لم يدرى ولم يوقن بان العقاب سوف يكون شديد ورادع البحار والمحيطات تتمعر  نهارا وليلا تكن وتخزن بداخلها غضبا شديدا تسأل الله وتطلب منه الأذن أن تصب غضبها على البشر نتيجه لافعالهم  الدنيئه ولكن  الذى يمنعها عنهم هو الله سبحانه وتعالى فبامر منه ستكون العواقب شديده وستكون الاهوال مفزعه وستكون النهايات مؤلمه وسيئه فمن منا لم يسمع عن حدوث الزلازل البحريه التى تعرف بالتسونامى تلك الزلازل التى يصاحبها  موجات هائله وعاتيه من المياه لا يستطيع اى شى أن يقف فى وجهها فكم من المدن والقرى ابيدت ودمرت المنازل وقد جرفت السيول ما تبقى منها وقتل المئات والالاف من البشر وشردت العائلات واصبحوا فى العراء بلا مأوى نتيجه لهذه السيول التى حولت حياتهم إلى جحيم وجعلت كل ما هو  أخضر ومزين  وحولته إلى يابس وقبيح .

وهناك ايضا الاعاصير الشديده التى تقلع الأشجار من جذورها وتدمر كل ما يقابها من مبانى ومنشئات وكانها صنعت من أوراق وتم تسويتها جميعها بالأرض بالاضافه إلى قيامها بقتل الالاف من البشر وتشريدهم وهناك ايضا البراكين التى تثور بغضبها من فوهه الجبال  وتندفع فى شكل كتل ملتهبه تحرق كل ما يقابلها او تسيل على الأرض متخذه شكل انهار  من الحمم البركانيه المتوهجه التى لا تخمد نارها ابدا  تريد أن تذكر كل ما يراها بعظمه الخالق ولتجعلنا نفكر ونسأل أنفسنا دائما اذا كنا نرى هذه النيران المخيفه فى الدنيا فماذا عن نيران الآخره وماذا سوف يكون شكلها.

العالم اليوم أصبح على حافه من الكوارث والمصائب والاهوال المروعه كوارث طبيعيه سوف تقلب موازين الحياه راسا على عقب الطبيعه مازالت ترسل موجاتها العنيفه ضد البشر وكل ضربه ترسلها تكون أشد مما سبقتها الطبيعه تغزو العالم وتنشر اسلحتها بابشع صورها من زلازل وبراكين وسيول واعاصير والعالم يحاول جاهدا  أن يتخذ كافه الإجراءات والتدابير للوقايه منها ومن شرها ولكن يجد الإنسان نفسه فى النهايه عاجزا أمامها العلم أصبح يقدم  التقنيات الحديثه للتنبؤ بوقوع مثل هذه الكوارث وكيفيه اتخاذ كافه التدابير اللازمه لمواجهتها واحتواء الأضرار والازمات التى تحدث عند وقوع مثل هذه الكوارث الطبيعيه تكون فيها الخسائر فادحه سواء فى أرواح البشر او خسائر فى الامكانيات والموارد البيئية ومن ثم حدوث خلل فى الانظمه الاقتصاديه للدول وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى وقوع تدمير شامل وجذرى لكل سبل الحياه من انتشار للأمراض والاوبئه وعدم توافر الامصال  والعلاجات اللازمه وحدوث المجاعات التى تعتبر هى مشكله خطيره فى حد ذاتها نتيجه لانعدام الموارد الطبيعيه والامن الغذائ وغير ذلك من الأمور التى تجعل سبل المعيشه والحياه أصعب.

ومن الكوارث الطبيعيه الخطيره الزلازل التى تعتبر من اشدها واخطرها على الإطلاق نظرا للضرر  الشديد وما تلحقه من آثار تدميريه شديده يصعب على العقل استيعابها والعين إلى النظر إليها فالعالم اليوم يعيش أيامه الاخيره على وجه الأرض فى قلق وخوف مستمر لا يعرف ماذا سيحل عليه غدا وما تخبئ له الايام  هل ستمر أيامه مرور الكرام ام انه سيفاجئ بوقوع كارثه عظيمه من خراب وتدمير وحصد أرواح بالمئات والالاف فهذه الدول كانت على موعد مع وحش كاسر لا يعرف للرحمه معنى وحش اطاح بالمعمور وجعله هو والأرض سواء وجعل الأحياء جثثا تحت الانقاض وغيرهم ممن نجو منه ولكنهم يعيشون نهارهم ولياليهم فى العراء بعد أن حطم الزلزال كل شئ واخذ منهم كل شئ وجعلهم مشردين فى العراء فى ظروف مناخيه قاسيه وصعبه فماذا ينتظر  اهل سوريا وتركيا بعد ذلك ما هو المصير المجهول الذى ينتظرهم الزلزال لم يرحم احد سواء الكبار منهم سنا او الشباب او حتى أطفال رضع منهم من غطته الانقاض ومازال يعيش تحتها ينتظر الفرج القريب من الله لتاتى اليد التى ستنقذه وتخرجه من هول ما رأى منهم من كتب له النجاه وأراد الله له أن يعيش مره اخرى  ويرى ويتذكر ما حدث له لعلها تكون نقطه فاصله فى حياته ومنهم من خرج جثه هامده فلنترحم عليهم بسلام.

تخيل معى عزيزى القارئ اشخاص وعائلات وأقارب قبل حدوث تلك الكارثه المفجعه التى دمرت حياتهم من كان منهم يعلم بان أجله سينتهي عند هذه اللحظه من كان منهم يعلم بأنه لن يرى احبته واصدقاءه والمقربيين له مره اخرى وأنهم مفارقين بعضهم البعض حيث أن منهم من قضى ليلته وعشيته مرحا هنيئا هادئا ولجأ إلى مضجعه ليستريح ثم يفاجا بان القدر عندما يأتى لا ينتظر أحدا وان الامر مقضى والمصير محتوم لا رجعه فيه تعالت الصيحات والصراخ والانين المليئه بالخوف والفزع والهلع الكل فى اندهاش لما يحدث وعدم استيعاب لواقع  للامور ايام  وليالى  عاشتها المدن التركيه والسوريه فى البحث والتنقيب عن المتضررين تحت انقاض الزلزال الذى اخذ منهم رجالهم ونسائهم وشبابهم وحرمهم من اقاربهم وزويهم وقد اتخذ المشردين منهم من الأماكن المكشوفه والبعيده عن المناطق السكنيه ملازا امنا لهم فى ظل أجواء قارسه البروده باحيث عن اى قطع اثاث او ائ شئ قابل للاشتعال للاستخدام فى التدفئه ترى الحسره والألم والحزن فى قلوبهم واعينهم بعد أن فرق القدر بينهم وبين احبتهم  اقولها بحق كان الله خير معين وخير حافظا لكم.

حقا أصبح ناقوس الخطر يقرع اجراسه  واصبحت نهايه العالم على مشارفها هل نحن مستعدون لمواجهه ما هو قادم إلينا هل ايقنا بأنه من الممكن الا يأتى علينا يوم آخر وأدركنا أن كل ما فعلناه من معاصى وذنوب وتقصير فى حق الله لم يكن معنا الوقت الكافي لتطهير أنفسنا وضمائرنا منها وأننا بذلك خسرنا اخرتنا قبل دنيانا هل سيظل العالم فى صراعات طاحنة فيما بينه وتستمر النفس البشريه فى اتخاذ اسلوب التدمير والتخريب بدلا من البناء والتعمير هل ستفيق الدول العربيه وتتعظ وتنتبه لما يحدث حولها بشأن الدول الأخرى المنكوبه والمدمره جراء الزلازل والسيول والعواصف هل ستعود إلى عاداتها وتقاليدها الاصيله التى تغيرت وتحولت من سوء إلى اسوء وجعلت وجهتها أمام العالم من وجهه مشرقه ومشرفه إلى أماكن لاقامه المسارح والمراقص والملاهي الليليه وفعل كل ما يغضب الله من الأمور المحرمه والتسابق فيما بينها على التطبيع والولاء مع الدول الأخرى الأكثر شرا وبلاء فكل ما يحدث لنا من الكوارث والمصائب والازمات هو عقاب الهى دروس قاسيه يعلمها لنا الله لعلنا نرجع اليه بقلوب مخلصه ونتعامل معه بضمائر سليمه فأنت ايها الإنسان انظر حولك واحمد ربك على ما انت فيه فكل يوم تعيشه هو منحه  من الله لتجديد الأمل والايمان والثقه به وفرصه لكى تعيد ترتيب امورك وحساباتك قبل فوات الأوان................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.