أعلان الهيدر

الاثنين، 26 يونيو 2023

الرئيسية الكاتب والاديب د . صلاح البسيوني يكتب فردة الشبشب الأزرق

الكاتب والاديب د . صلاح البسيوني يكتب فردة الشبشب الأزرق

 فـردة الشبشب الأزرق


تأليف د. صلاح البسيوني




استيقظ من نومه وهو يردد .. اللهم اجعله خير .. خير يا رب .. نظر حوله .. الظلام يحتوى المكان .. لا يرى أصابعه .


يستجمع ذاكرته .. يتحسس ما حوله ليتأكد انه فى شقته .. ينهض بحذر .. يتحسس موقع قدميه ثم يخطو الى الأمام قليلا .. أصابعه تعبث بالحائط تفتش عن زر النور .. يسطع المكان فجاه .. يفرك عينيه بأصابعه ثم يفتحهما يلتفت حوله باحثا عن شبشب ليدس قدميه فيه ولكنه يشعر بشيء غريب .. ينظر إلى الشبشب ليتبين  الأمر؟ فردة زرقاء والأخرى خضراء .. يدرك الأمر فالزرقاء تخص زوجته ولذلك فهي صغيره على قدمه .


يتنهد متحركا لمغادره الغرفه وهو يجر فردة الشبشب الزرقاء بأطراف أصابع القدم اليسرى .. يتعثر فى حرف السجادة ويكاد ان يسقط .. يستند بمرفقه على مسند الكرسي العتيق .. يبحث عن فرده الشبشب الزرقاء التى اختفت اسفل السجاده .. يدس قدمه فيها .. يجر قدمه ثم يضغط زر نور الصالة فيسطع .. يتفحص المكان ويتنهد فى تحركه الى الأمام .. وهو ينقل قدمه اليسرى فى حذر ليضئ نور الممر الصغير ويتبعه بنور المطبخ .


يستوقفه المنظر فيتفحصه وكأنه يراه لاول مره .. الحوض ممتلئ بالأكواب والأطباق وبراد الشاي .. منظر لم يألفه .. فقد عهدها لا تترك الأشياء هكذا تتراكم دون غسيل .. حتى غسيل الملابس يوميا .. النشاط طبعها .. تستيقظ قبل الجميع لتنهى أعمالها قبل ان يستيقظ أحد .


يستدير ليدخل الحمام .. يضغط على زر النور .. يخطو بقدمه اليمنى مرتفعا بها عن ذلك الحاجر الرخامي المانع لتسرب المياه خارج الحمام .. يتبعها بالقدم اليسرى بعد ان تتشبث أصابعه بفردة الشبشب الزرقاء حتى لا تفلت من قدمه .. تتحرك قدمه اليمنى الى الأمام بسرعة غريبة .. يحاول ان يتماسك .. يستند الى الحائط السيراميك ويهوى الى الأرض بصوت اصطدام و آهة مكتومه وألم قاس فى ذراعه ورأسه ومفصل قدمه اليمنى .


يستجمع أشلاءه وينظر حوله وهوه ملقى على الأرض والدماء تنزف من جرح أعلى الجبهة .. وبقعه من الدماء على سيراميك الحائط .. نادى زوجته وأولاده .. لا أحد يجيب .


يتذكر ما حدث فى الصباح من مغادرتهم المنزل بعد مشادة مع زوجته .. انتهت بان جمعت حقيبتها وأخذت الأولاد وتركت المنزل راحلة الى أسرتها ..

حتى لحظه سقوطه بالحمام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.